مرحبا بــــــكم في منتديات ستار مروك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.




 
الرئيسية1أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 شؤون المغتربين العرب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin-admin
نقاط التمييز
نقاط التمييز



عدد الرسائل : 26
التقييم :
شؤون المغتربين العرب Left_bar_bleue3 / 1003 / 100شؤون المغتربين العرب Right_bar_bleue

رقم العضوية : 4
الإشراف : شؤون المغتربين العرب Diapo_1412947
تاريخ التسجيل : 27/11/2008

شؤون المغتربين العرب Empty
مُساهمةموضوع: شؤون المغتربين العرب   شؤون المغتربين العرب I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 04, 2008 1:05 pm

شؤون المغتربين العرب Yrose_bar

شؤون المغتربين العرب 0039
شؤون المغتربين العرب Bism


شؤون المغتربين العرب Yrose_bullet





شؤون المغتربين العرب 1495974893132874805



شؤون المغتربين العرب 20709851371968387993شؤون المغتربين العرب 952667342894950516شؤون المغتربين العرب 20709851371968387993




شؤون المغتربين العرب


كيف وصلت السيدة لطيفة إلى دار العجزة وكبار السن الواقع في إحدى ضواحي ملبورن ، لا أحد يعرف السبب ، حتى هي نفسها لا ترغب في الحديث عن الأسباب التي أدت بها إلى العيش في هذه الدار ، ولا الحديث عن الأسى الذي يضفي على ملامحها لمسة حزن وعذاب .

في كل صباح تخرج متمشية ببطئ ، وتعرج على قدميها الواهنتين ، لتزور السوق الصغير في الحي ، والقريب من شاطئ البحر ، لتجلس على مقعد في الرصيف هناك ، وبصحبتها أكورديونها القديم ، والذي تربطه بها علاقة حميمة من نوع آخر ، علاقة يصعب على من لم تضطهده الحياة ولم يقرصه القدر ويسقيه مر العذابات أن يفهم سرها ، وماذا تعني بالنسبة للسيدة لطيفة ، فها هي تملأ المكان بألحانها العذبة الجميلة والمتألمة في نفس الوقت ، تعزف للمارة قطعاً موسيقية نادرة ، تشدك إليها بقوة ، ولا يمكنك أن ترفض دعوتها لروحك بالتحليق مع أنغامها ، عالياً ، كطير يُفتش عن أمه التي أضاعها في غمرة الحياة ومشاكلها ، وعن بقية دفء وحنان افتقدهما ، هكذا تتسمر في مكانك وأنت تنظر إلى أمواج البحر ، لتعيدك إلى أيام زمان ، أيام الألفة والمحبة ، أيام التفاني والترابط العائلي وصدق العلاقات البشرية .

هذه الموسيقى والألحان الناعسة الرقيقة ، استحوذت على نفسي وجذبت اهتمامي ، حيث وصلت إلى مسامعي من بعيد ، وعندما وصلت إلى حيث مصدر الصوت ، كانت مفاجأة لي ، فالذي يعزف هي امرأة عجوز تجاوزت السبعين من عمرها ، ولكنها ما زالت تحتفظ ببعض من جمالها وقوتها . انقبضت روحي وتألمت نفسي عندما وقعت عيناي عليها ، فكرت بأن أرمي لها ببعض النقود في غطاء الأكورديون الذي فرشته على الأرض ، بشكل عشوائي ، حيث كانت هناك بعض النقود المتناثرة على أطراف جوانبه .

نظرت إليها بإمعان وتأمل وتملكتني غصة وذابت مشاعري بتألم عندما بادلتني النظرات وبدأت أرى بوضوح تجاعيد وجهها التي رسمتها أيام العمر ، وصعوبة الحياة وقهر الأيام ، ناهيك عن الآلام التي يهديها إلينا أقرب الناس إلى قلوبنا . شيء آلمني جداً في هذه المقارنة ، وسرت في جسدي القشعريرة ، لمجرد التفكير ، بأن وراء هذه التجاعيد وهذا الحزن الذين يرتسمان على وجه امرأة قطعت كل هذه السنين ، هو الجحود ونكران الجميل ممن وهبتهم حياتها وعقلها وفكرها ، وعندما وقفوا على أرجلهم واشتدت سواعدهم ، تنصلوا من الوفاء لمن قدمت لهم يد المساعدة والعون . كيف لا ونحن نقرأ ونرى ونسمع الكثير من هذه المشاهد اليومية المؤلمة .

اقتربت منها ، وبصوت خافت شكرتها على روعة عزفها ، وصدق أحاسيسها التي تنزف ، عبر اللحن الحزين الذي انتهت من أدائه للتو ، لم أكذب عليها أو أجاملها ، فعلاً كانت تعزف موسيقى خالدة ورائعة ، موسيقى لا يمكنك سماعها في غير هذا المكان ومن غير هذه الإنسانية بالذات ، حقيقة إنها تعزف بإتقان وسحر غريب ، يسيطر على مشاعرك ، فتقف مشدوهاً وأنت تستمع إلى أنغامها وتنظر إلى حركات يديها وأصابعها وهي تضغط على مفاتيح الأكورديون ، وتتمايل مع اللحن ، إنه السحر بعينه .

بعينين دامعتين فيهما وميض عرفان وشكر نظرت إليّ ، وهي تتابع عزفها للحن ينتمي إلى عالمها الخاص ، لحن يعود بها إلي تلك الأيام الجميلة ، المليئة بذكريات سعيدة وحزينة في آن واحد .
- ماذا تحب أن تسمع لأعزف لك ؟

سألتني بلكنة إنكليزية متقنة ، وبصوت يتهدج ويئن من الألم ، ( يبدو أنني ذكرتها بمن فقدتهم وابتعدوا عنها تاركين الأسى والحزن والحسرة مؤونتها للأيام القادمة ) .
عيناها الدامعتان .. نظراتها ، تسافر عبر الأفق البعيد ، وزرقة البحر والطيور المحلقة في السماء ، محملة إياها موسيقاها وألحانها التي تتحدث عن ذكريات وزمن بعيد .

- أي شيء يا سيدتي .

أجبتها ، وشعرت بألم عميق يعتصر قلبي ، هذا اللحن الذي تعزفينه الآن جميل جداً ، تابعي عزفه ، أرجوك لا تتوقفي ، وبدت على وجهي علامات التأثر والإعجاب بهذا اللحن الذي يجمع الأصالة الفنية ويذكرني ببلادي وأهلي الذين تركتهم هناك بعيداً .

- من أي بلد أنت يا ولدي ؟

سألتني بصوت هادئ ، يدل على أنها ارتاحت إلى وجودي وتعاطفي معها وتأثري الواضح بموسيقاها.

- من مدينة بيت لحم ، مدينة السلام ، من فلسطين .

أجبتها بفخر واعتزاز، وفجأة انتفضت من مكانها ، وسرت رعشة في جسدها النحيل ، عيناها اللتان بدتا وكأن الحزن هو الساكن الوحيد فيهما ، ومضتا ، وكأن لمسة دفء دخلت إلى نفسها ، فحركت مشاعرها
..




تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شؤون المغتربين العرب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حصريا والان يمكن تحميل مصاحف كاملة لافضل القراء العرب+روابط مباشرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مرحبا بــــــكم في منتديات ستار مروك :: المنتديات العامة :: شؤون المغتربين العرب-
انتقل الى: